القائمة الرئيسية

الصفحات

  


                    

مفهوم التاريخ

 

لا يمكن تحديد الإنسان انطلاقا من البعد الذاتي بوصفه شخصا فقط، أو من خلال البعد التفاعلي بوصفه غيرا، بل يتحدد أيضا من خلال البعد التاريخي، فالإنسان يوجد بوصفه امتدادا للتاريخ، يتطور في سياق تاريخي يضفي على وجوده طابعا زمنيا، بمعنى أن انتماء الإنسان إلى المجتمع هو انتماء إلى صيرورة تاريخية يتحدد فيها الإنسان كذات فاعلة منتجة لوجود تاريخي واجتماعي متعين في الزمن، غير أن هذا الوجود التاريخي يصنع الإنسان بدوره.

يعد الإنسان كائنا تاريخيا يسعى إلى تحقيق معرفة بالماضي من خلال وصف أحداثه وفهم منطقها التاريخي  وبيان كيفية حدوثها، فهل يمكن تحقيق معرفة علمية بأحداث ووقائع الماضي؟ وهل تراكم التجارب البشرية يرسم وجهة محددة للسيرورة التاريخية؟ وهل للإنسان دور في صناعة التاريخ؟

 

المحور الأول: المعرفة التاريخية      

إشكال المحور

بأي معنى تكون المعرفة التاريخية ممكنة؟ هل يمكن تحقيق معرفة علمية بأحداث ووقائع الماضي؟

 

موقف بول ريكور

عمل بول ريكور على إثبات إمكانية بناء معرفة تاريخية بالماضي، بدءا من وضع فرضية عمل تشكل الأساس أو الأرضية التي ينطلق منها عمل المؤرخ، ثم التوسل بالملاحظة المنهجية التي عملية إعادة تكوين حدث ما أو سلسلة من الأحداث انطلاقا من الأثر التاريخي، وذلك باستنطاق الوثائق التاريخية وتحويلها إلى وثائق دالة بعد خضوعها للنقد والمساءلة المنهجية.

 

رغم خصوصية الواقعة التاريخية بحكم ارتباطها بالإنسان ولكونها أحداثا قد مضت ولا يمكن أن تتكرر كالظاهرة الطبيعية، فإن هذا لا يمنع من السعي نحو دراستها بشكل موضوعي عبر إخضاعها للمنهج العلمي الدقيق وهذا ما يؤكده بول ريكور من خلال استشهاده بقولة جورج كونغليم " الواقعة التاريخية هي ما يفعله العلم وهو يمارس عمله"

                                   

                 

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق