المحور الرابع: الفلسفة والقيم
إشكال المحور:
إذا كانت الفلسفة تفكيرا عقلانيا ومنطقيا يتسم
بالتجريد وتدقيق المفاهيم، فما علاقة هذا النوع من التفكير بحياة الناس؟ هل
الفيلسوف يعيش في برج عاج لا تربطه اي صلة بحياة الناس الواقعية؟ وما موقفه من
الدمار والعنف اللذين يعرفهما العالم؟ وما هي القيم التي يدافع عنها؟
تحليل نص " من أجل سلام دائم" لــ إيمانويل كانط
· صاحب النص
إيمانويل كانط
(1742-1804) فيلسوف ألماني عمل مدرسا للفلسفة بالجامعة، اتسم فكره بنزعة نقدية.
من أهم مؤلفاته:
-
نقد العقل الخالص
-
نقد العقل العملي
-
نقد ملكة الحكم
-
أسس ميتافزيقا الأخلاق
أطروحة النص
يدعو صاحب النص إلى إحلال سلام دائم عن طريق
منع كل ما من شانه أن يؤدي إلى نشوب حرب ما، ويرفض الحرب جملة وتفصيلا سواء كانت
حربا تأديبية أو حرب إبادة.
المفاهيم المركزية:
-
حالة الطبيعة: هي حالة افتراضية سابقة عن وجود المجتمع
والدولة وتعرف غيابا للمؤسسات والقوانين، كان الإنسان يتمتع فيها بحرية مطلقة.
-
حرب إبادة: هي حرب تقوم دولة او جماعة بهدف التصفية
العرقية
-
حرب تأديبية: هي حرب تقوم بها دولة ضد اخرى لاعتبارات
سياسية او اقتصادية أو استراتيجية.
تحليل الأطروحة
يرى صاحب النص
أنه لا يجب استعمال أي وسيلة في الحرب من شأنها أن تؤدي إلى انعدام الثقة بين
الأطراف المتحاربة، لأن ذلك لن يترك مجالا لعودة السلام وسيتحول القتال إلى حرب
إبادة، فالحرب ليست إلا الوسيلة البائسة التي يضطر الناس للجوء إليها في حالة الطبيعة للدفاع عن
حقوقهم بالقوة، لأن هذه الحالة تعرف غيابا للمؤسسات والقوانين، وليست هناك طريقة
لتحديد من يملك الحق، فمثلا إذا تعرض شخص للاعتداء من طرف شخص آخر، فلا توجد طريقة
لإنصافه ما عدا أن يرد بعنف مماثل، ورغم أن الحرب في هذه الحالة لا يوجد بديل عنها
فإن صاحب النص وصفها بالوسيلة البائسة، أما في حالة المدنية فلا يمكن القبول بحل
النزاعات والخلافات عن طريق الحرب، لأن الانسان كائن عاقل يجب ان يقوم بتدبير
النزاعات عبر الوسائل المؤسساتية والقانونية، وسن قوانين لا تمنع الحرب فقط ولكن
تمنع كل ما من شانه أن يؤدي إلى نشوب حرب ما، فلا يمكن تصور حرب تأديبية بينن
الدول لأن العلاقة بينها متكافئة وليست علاقة رئيس بمرؤوس.
تعليقات
إرسال تعليق